أهلا بكم في عالم عريق …

لا توجد أمة في التاريخ لعب الخط الجميل في حياتها دوراً مهماً مثل الأمة العربية الإسلامية، فأينما أدار المرء عينيه في الآثار الإسلامية القديمة يجد الكلمات المكتوبة بخط جميل وزخرف إسلامي بديع.. تملأ القصور والمساجد والمدارس والبيمارستانات، فعلى الحوائط والسقوف آيات قرآنية وشعارات إسلامية مكتوبة بخط جميل تتناسب مع المكان والغرض الذي يستعمل من أجله، وكذلك على المعلقات والقناديل الضوئية والأواني الفخارية والنحاسية والبرونزية، وعلى الصناديق والأبواب الخشبية والمقابض النحاسية وعلى العملات الذهبية وآلات الجراحة والأسلحة بأنواعها من دروع وسيوف وسهام ورماح.. بل إن المسلمين عندما استعملوا البندقية والمسدس والمدفع لأول مرة لم يستغنوا عن تزيينها بآيات من القرآن، من باب التبرك والدعاء بالنصر أولاً، ثم الناحية الزخرفية والجمالية ثانيا ً.

ويعتبر الخط العربي من أهم الفنون الجميلة التي تميزت بها حضارة الإسلام، وهو الفن الذي جذب رواد الشرق من الرحالة والفنانين والأدباء من جميع أنحاء العالم قديماً وحديثاً، فراحوا يشيدون بما بهرهم في كتابات المساجد والمصاحف وزخرفته.

والخط العربي علم وفن، فهو علم لأن الخطاط يعتمد على علم الهندسة وحساب المثلثات والدوائر وعلم الحساب، وجميع اللوحات القيمة يعمل لها رسم هندسي قبل تنفيذها على الطبيعة، وتعمل لها مقاييس ونسب مدروسة، تماماً كما يفعل المهندس المعماري قبل أن يبني العمارة الضخمة.

أما كون الخط العربي فناً، فلأن الخطاط لا يكتب مجرد كتابة تؤدي الوظيفة والغرض، ولكنه يضع روحه وخياله وفنه في كل حرف يخطه بيده، ومن هنا فقد وضع الفنان المسلم كل طاقاته الفنية وعبقريته في إظهار الكلمات بطريقة تعبر عن مشاعره، ولذا فإن كبار الخطاطين المسلمين لا يقلون أهمية عن كبار الرسامين في أوروبا أمثال ليوناردو وروفائيل وبيكاسو، ورغم أنهم أقل شهرة من هؤلاء الرسامين، فإن فنهم أصعب من فن الرسم، لأنه فن تجريدي بحت.

والخط العربي بطبيعته جميل، وليس هذا في نظرنا نحن العرب فحسب، ولكن بإجماع الكتاب والفنانين والمستشرقين الأوروبيين، فقد ذكر بعض الغربيين الذين أسلموا أن بداية إسلامهم كانت إعجابهم بالخط العربي مما جذبهم إلى دراسته ودراسة معناه.

وإحياءً لهذا الفن واستمراراً فى تعميمه ليكون زينة يضيف على كل الأمكنة جمالاً للعين والروح , ويبعث فى النفس ارتياحاً وبهجة , فقد قررنا نحن مجموعة العريق ممن درسوا وتخصصوا فى هذا الفن , ان نعمم هذا الفن العريق لنظهره على العالم كشهادة على حضارتنا الاسلاميه والعربية, مدفوعين بشغف الابداع , وجماليات الروح , لنقدم فنا اصيلا من مشاعرنا واحساسنا يتمازج مع جماليات الخط العربي بأيات من القرآن الكريم ,ممزوجاً بلوحات خلفية تصور آثار الحضارة الاسلامية وصوراً من الثرات الحضاري مما زال قائماً ودالاً على اصالة وروعة هذه الحضاره.